الفروسية
تحتل تقاليد الفروسية مكانة الصدارة في تراث منطقة دكالة، وهو نتاج عمل تراكمي وعلى مدى عقود طويلة، عمل يلتقي فيه الجانب الفلاحي بالاقتصادي، وما هو ثقافي وبيئي، فالفروسية تتعدى تربية الخيول إلى اعتبارها مهنة تتشبث بها الساكنة التي جعلت منها رافعة للتنمية.
وتعتبر المواسم والاحتفالات فرصة لاستعراض الخبرات، خاصة موسم مولاي عبد الله أمغار، نظرا للعدد الكبير للخيالة المشاركين، فهو فضاء ومكان يتبوَأ فيه الفرس مكانة النجومية.
تشكل سلالة الفرس التي تشتهر بها المنطقة مبعث فخر للإقليم الذي يضم الآن أزيد من 2400 رأس، والفرس البربري العربي، فرس هجين ناتج عن تزاوج السلالتين العربية والبربرية، والتي تقدر ب %95، في حين تتشكل %5 من الخيول الإنجليزية أو العربية.
وقد ساهمت البنية التحتية للفروسية في رفع إقليم الجديدة إلى مصاف المراكز الكبرى لتربية الخيول، حيث تضم المدينة أربع محطات لركوب الخيل: العونات، شتوكة، أولاد فرج، الزمامرة، وتشغل عددا من الأطر منها 35 سائس ومروض للخيل، و14 تقني وإطارين، وتتوفر على مركز للتلقيح الاِصطناعي وميدان/ مضمار للخيل.
ثقافة الفروسية هذه، جعلت من المغرب مركزا مهما لتربية الخيول على المستوى المغاربي، حيث بلغ عدد الرؤوس 160.000، مع حضور مهم للخيول البربرية التي تمثل %50 من مجموع الرؤوس.
المعرض الدولي للفرس
تم إطلاق أولى دورات المعرض الدولي للفرس سنة 2008، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. تضم التظاهرة الدولية برمجة غنية تهدف إلى تنشيط قطاع الفروسية، ويشكل هذا المعرض مناسبة سنوية للجمهور، باعتبارها فرصة يلتقي فيها التاريخ والرياضة والطبخ والتجارة.
ويبقى المعرض واجهة أساسية لاستعراض المنتوجات ذات الصلة بمجال الفروسية، يشمل برنامج المعرض الدولي للفرس عروض الفروسية المعروفة عالميا، فولكلور محلي، منافسات رياضية، بطولات في نوع وسرعة وتربية الخيل، ورشات تكوينية وكذا معارض ندوات ثقافية وعلمية.
التبوريدة
تجمع التبوريدة بين الأصوات والغبار المتناثر كعرض تراثي عريق خالد في المنطقة، فجهة دكالة جعلت من التبوريدة مجال اختصاص بامتياز تجذب إليه آلاف الزوار، وتحديدا خلال أيام موسم مولاي عبد الله أمغار، حيث تتبارى مجموعات من الخيالة، تتنافس جمالية عروض هذه الخيالة مع سحر الفن التراثي: الصيد بالصقور.
المصدر: « « Villes du Maroc - (N° 34, Mars/Mai 2011 ترجمة وتصرف: ذ. وفاء المهدي